شهر شعبان

شعبان اسم للشهر، وجمعه شعبانات وشعابين، وقد أطلقت العرب عليه هذا الاسم لأنّهم كانوا يتشعبون فيه أي يتفرقون فيه بحثاً عن الماء، أو بسبب الغارات، وقيل لأنّه شَعب وظهر بين شهري رجب ورمضان، وقد كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يُكثر من الصيام في شعبان لما ثبت عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- قالت: (فَما رَأَيْتُ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إلَّا رَمَضَانَ، وما رَأَيْتُهُ أكْثَرَ صِيَامًا منه في شَعْبَانَ)،[١] كما وذكر الإمام ابن رجب -رحمه الله- أنّ أفضل صيام التطوع ما كان قريباً من رمضان قبله أو بعده؛ لأنّه بذلك يكون بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض.[٢]


صيام يوم النصف من شعبان

  • لا يُشرع تخصيص صيام يوم النصف من شعبان دون بقية أيامه، حيث إنّ كل ما ورد في فضل صيام هذا اليوم هي أحاديث ضعيفة، لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أمّا صيام يوم النصف من شعبان بكونه أحد الأيام البيض الثلاثة وهي: الثالث عشر، والرابع العشر، والخامس عشر، لا بكونه يوم النصف من شعبان، أو كانت له عادة صيام يوم وفطر يوم، أو صيام يومي الاثنين والخميس، ووافق ذلك يوم النصف، أو أكثر الصيام في شعبان، وصامه مع سائر أيامه، فكل ذلك جائز، بل ويُسنّ أيضاً،[٣][٤]
  • وقد ثبت في فضل ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث نبوية، ومنها قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إذا كان ليلةُ النصفِ من شعبانَ اطَّلَعَ اللهُ إلى خلْقِه ، فيغفرُ للمؤمنينَ ، و يُملي للكافرينَ ، و يدعُ أهلَ الحِقْدِ بحقدِهم حتى يدَعوه)،[٥] وقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إنَّ اللَّهَ ليطَّلعُ في ليلةِ النِّصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلقِه إلَّا لمشرِك أو مشاحنٍ)،[٦] ويُفهم من الأحاديث السابقة أنّه يجدر بالمسلم التحلّي بالطاعات ومجانبة المعاصي والذنوب التي من شأنها أن تكون سبباً في حجب رحمه الله -تعالى- ومغفرته عنه ومن ذلك: الشرك بالله -تعالى-، والبغضاء والكراهية والحقد على المسلمين، أمّا تخصيص ليلة النصف من شعبان بعبادة معينة نحو صلاة معينة، أو دعاء معين فهو أمر غير جائز لعدم ثبوت ذلك عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أو عن أحد من أصحابه -رضي الله عنهم-.[٧]


قيام ليلة النصف من شعبان

أُشير مسبقاً إلى أنّه قد ثبت فضل ليلة النصف من شعبان بكونها ليلة لها ميزة في المغفرة والرحمة، لذا فقد اتفق العلماء على استحباب قيامها، ومن أقوالهم في ذلك ما قاله ابن نجيم -رحمه الله-: "ومن المندوبات إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان"، وما قاله ابن تيمية -رحمه الله-: "وأما ليلة النصف فقد روى في فضلها أحاديث وآثار، ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا ينكر مثل هذا"، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ القول باستحباب قيام ليلة النصف من شعبان يُشترط له أمرين: أوّلهما أن يكون قيام هذه الليلة فرادى لا جماعة، وثانيهما عدم تخصيص صلاة القيام بهيئة معينة كالصلاة الألفية التي اشتهرت عند بعض الناس، وهي عبارة عن صلاة مائة ركعة يُقرأ في كل ركعة منها بعد الفاتحة سورة الإخلاص عشرة مرات.[٨]


المراجع

  1. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:1969 ، صحيح.
  2. شهر-شعبان " شهر شعبان"، الاسلام سؤال وجواب، 24-1-2018، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.
  3. عبد الكريم خضير، شرح زاد المستنقع، صفحة 7. بتصرّف.
  4. "حكم صيام يوم النصف من شعبان"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/11/2021. بتصرّف.
  5. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ثعلبة الخشني، الصفحة أو الرقم:771 ، حسن.
  6. رواه الألباني ، في صحيح ابن ماجه، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:1148 ، حسن.
  7. مجموعة مؤلفين، فتاوى الشبكة الاسلامية، صفحة 678. بتصرّف.
  8. "حكم إحياء ليلة النصف من شعبان"، دار الافتاء، 11-6-2014، اطّلع عليه بتاريخ 7-11-2021. بتصرّف.