الرسل والأنبياء هم الذين اصطفاهم الله -تعالى- واختارهم من بين الناس جميعاً وأوحى إليهم وأيدهم بالمعجزات، وأمرهم بدعوة الناس إلى توحيد الله وعبادته، وعدم الإشراك به، وهم أشرف الخلق وأفضلهم على الإطلاق، وهم القدوة الحسنة الذين يهتدي بهم الناس، فيُصلحون دنياهم وآخرتهم، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}،[١] والفرق بين الرسول والنبي هو أن الرسول هو مَن أُوحي إليه بشرعٍ جديد، وأما النبي فهو المبعوث بشرعِ مَن قبله، وقيل بأن الفرق بينهما هو أن الرسول هو من أُوحي إليه وأُمر بالتبليغ، وأن النبي هو من أُوحي إليه ولم يُؤمَر بالتبليغ، وقد ورد في السنة النبوية بأن عدد الرسل هو ثلاثمائة وبضعة عشر رسولاً، وأن عدد الأنبياء هو مائة وأربعة وعشرون ألف نبي، وقد ذُكرَ في القرآن الكريم خمسةٌ وعشرون رسولاً ونبياً.[٢]


صفات الرسل والأنبياء

إن للرسل والأنبياء صفات عديدة واجبة في حقهم، وخصائص تميزهم عن غيرهم من البشر، وهي:[٣][٤]

الرجولة

فجميع الرسل والأنبياء هم رجال من البشر، اختارهم الله واصطفاهم، وفضلهم بالرسالة والنبوة، والأخلاق الحسنة، ولم يرسل الله -تعالى- إلا رجالاً، قال -تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِي إِلَيْهِمْ}.[٥]


الصدق

وهي صفة ملازمة للرسل والأنبياء قبل بعثتهم وبعدها، فهم أصدق الناس حديثاً، وأوثقهم خبراً، ولم يُعهد عليهم كذبٌ أبداً، فالله -تعالى- لا يصطفي من عباده إلا الصادقين، قال -تعالى-: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا}.[٦]


العصمة

وهي حفظ الله -تعالى- لهم من ارتكاب المعاصي كبيرها وصغيرها، سراً وجهراً، لأنهم قدوة للمؤمنين في أقوالهم وأفعالهم كلها، قال -تعالى-: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.[٧]


التبليغ

فيجب على الرسول والنبي أن يقوم بتبليغ أمر الله -تعالى- كله، فهم مؤتمنون على ذلك ومكلّفون به، وهم لا يكتمون شيئاً مما آتاهم الله -تعالى- من العلم أبداً، قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ}،[٨] وجاء في الحديث النبوي: (إنما أنا مُبلِّغٌ، واللهُ يَهدي).[٩]


الفطنة

وهي الذكاء والقدرة على إقامة الحجة والإقناع، لأن الله -تعالى- اختارهم لهداية الخلق وتعليمهم، وهم أهلٌ لذلك، ومن شواهد الفطنة والذكاء لدى الرسل والأنبياء ما جاء في القرآن في قصة إبراهيم -عليه السلام-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.[١٠]


الرحمة والأخلاق الحسنة

فهم رحماء طيّبون متسامحون، ذو أخلاق كريمة، أرسلهم الله رحمة للناس وهدى، قال -تعالى-: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.[١١]


ومن صفاتهم أيضاً:

  • جمال الصورة وقوة الجسم والسلامة من الأمراض المنفّرة والعيوب.
  • الرسل والأنبياء بشر كغيرهم يأكلون، ويشربون، وينامون، ويتزوجون، وينسون، ويمرضون، ويموتون، ولا يعلمون من الغيب إلا ما أعلمهم الله به، ولا يملكون النفع والضر لأحد إلا بما شاء الله، قال -تعالى-: {قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}.[١٢]
  • ومن خصائص الرسل والأنبياء أنهم لا يورّثون بعد موتهم، وأنهم تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، وأنهم يُخيّرون عند الموت بين الدنيا والآخرة، وأنهم يُدفنون حيث ماتوا، وأنهم أحياء في قبورهم، وأن أزواجهم لا تتزوج من بعدهم.


المراجع

  1. سورة الأنبياء، آية:25
  2. عمر الأشقر، الرسل والرسالات، صفحة 13-18. بتصرّف.
  3. الفقه الإسلامي/i582&n15&p1 "صفات الأنبياء والرسل"، نداء الإيمان، اطّلع عليه بتاريخ 31/10/2021. بتصرّف.
  4. محمود محمد خطاب السّبكي، الدين الخالص أو إرشاد الخلق إلى دين الحق، صفحة 60-62. بتصرّف.
  5. سورة النحل، آية:43
  6. سورة مريم، آية:56
  7. سورة الأحزاب، آية:21
  8. سورة المائدة، آية:67
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع ، عن معاوية بن أبي سفيان، الصفحة أو الرقم:2347، حديث صحيح.
  10. سورة البقرة، آية:258
  11. سورة الأنبياء، آية:107
  12. سورة الأعراف، آية:188