شروط من يستحق زكاة الفطر

اتفق جمهور الفقهاء على أن من يستحق زكاة الفطر هو كل مسلم حر فقير، من ضمن الأصناف الثمانية التي تُصرف فيها زكاة المال، فمصارف زكاة الفطر هي نفسها مصارف الزكاة المفروضة، وأنه لا يجوز إعطاؤها لغير المسلم، وخالف بعض الحنفية قول الجمهور في هذا، فأجازوا إعطاءها للذمي مع الكراهة، ولكن المُفتى به عندهم هو عدم جواز ذلك كما قال أبو يوسف، وقال الشافعية بوجوب تقسيم زكاة الفطر على الأصناف الثمانية، وهو أمرٌ عسير، لذلك أفتى بعضهم بجواز صرفها إلى صنف واحد،[١] وذهب المالكية إلى تخصيص صرف زكاة الفطر بالفقراء والمساكين، ورُوي هذا القول عن الإمام أحمد، واختاره ابن تيمية.[٢]


مصارف الزكاة الثمانية

حدد الله -تعالى- أصناف المستحقين لزكاة المال في القرآن الكريم، وهم ثمانية أصناف، قال -تعالى-: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}،[٣] وفيما يلي بيان كلٍّ منهم:[٤]

  • الفقراء: والفقير هو من لا يملك شيئاً، أو يملك القليل مما يكفيه.
  • المساكين: والمسكين هو من يملك أكثر ما يكفيه أو نصفه، ولكنه غير مكتفٍ.
  • العاملون عليها: وهم جُباة الزكاة وجامعوها، وحفاظها، ومن يقومون بقسمتها، ولكن إن كانوا يأخذون راتباً على عملهم فلا يجوز إعطاؤهم من الزكاة.
  • المؤلفة قلوبهم: وهم زعماء أقوامهم ممن يُرجى إسلامهم، أو يُرجى كف شرهم عن المسلمين، وقد اختلف الفقهاء في حكم المؤلفة قلوبهم، هل يبقى بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- أم لا؟، فذهب الحنفية والإمام مالك إلى سقوط حكمهم، بسبب انتشار الإسلام وقوته وعدم الحاجة إليهم، وقد أجمع الصحابة على تعطيل سهم المؤلفة قلوبهم بفعل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وذهب جمهور الفقهاء ومنهم خليل من المالكية إلى بقاء حكم المؤلفة قلوبهم، لأن المقصود من إعطائهم الزكاة هو ترغيبهم في الإسلام، وليس طلب معونتهم، وذهب الحنابلة والمالكية إلى جواز إعطاء المؤلفة قلوبهم إذا كانوا من الكفار، بينما ذهب الحنفية والشافعية إلى عدم جواز ذلك.[٥]
  • في الرقاب: وهم العبيد والمكاتبون منهم، أي الذين اشتروا حريتهم مقابل مبلغ من المال يدفعونه لأسيادهم، فيُعطون من الزكاة لإعانتهم على ذلك، ويدخل فيهم أيضاً أسرى المسلمين عند الأعداء لفدائهم بالمال، وذهب الشيخ وهبة الزحيلي -رحمه الله- إلى إلغاء هذا السهم، بسبب تحريم الرِّق دولياً، وعدم وجود العبيد في هذا الزمن.[٦]
  • الغارمون: وهم من عليهم ديون، وهم نوعان: من استدان لنفسه، فلا يُعطى إلا إذا كان فقيراً، ومن استدان لإصلاح ذات البين فيُعطى بقدر ما استدان حتى لو كان غنياً.[٧]
  • في سبيل الله: وهم المجاهدون في سبيل الله، إذا كانوا فقراء، أو لم يكن لهم راتب، أو كان لهم راتب ولكن لا يكفيهم، ويدخل معهم الدعاة إلى الله.
  • ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطع به الطريق، ولا يملك ما يوصله إلى بلده، فيُعطى ما يسد به حاجته ويوصله، حتى لو كان غنياً في بلده، بشرط ألا يكون سفره في معصية.[٨]


أفضل المستحقين للزكاة

يُفضل أن يتحرى المسلم في زكاته من هو أحوج وأتقى وأقرب إليه من المسلمين، كالأسر الكبيرة الفقيرة، وطلاب العلم، والأقارب المحتاجين، فالأقربون أولى بالمعروف، وكلما زادت صفات الاستحقاق في الشخص، كان أولى بإعطاء الزكاة من غيره، كالفقير القريب، أو طالب العلم الفقير.[٩]


المراجع

  1. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 2048-2049. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 344. بتصرّف.
  3. سورة التوبة، آية:60
  4. محمد بن ابراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 611-612. بتصرّف.
  5. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1954-1955. بتصرّف.
  6. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1956. بتصرّف.
  7. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1956. بتصرّف.
  8. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1958. بتصرّف.
  9. محمد بن ابراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 607-608. بتصرّف.