ما هو الإمساك في رمضان؟

الإمساك هو الامتناع عن القيام بأي فعل يؤدي إلى إفساد الصيام، وقد اتفق الفقهاء على أن الإمساك هو ركن الصوم الأساسي، والدليل عليه قولُ الله -تعالى-: {كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْل}،[١] وقد عَرَّفَ الفقهاء الصيام بأنه الإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الصادق إلى غروب الشمس،[٢] وقد زاد الشافعية والمالكية ركناً ثانياً على الصوم، وهو النية في الليل.[٣]


شروط الإمساك في رمضان

للإمساك في رمضان شرط وحيدٌ، وهو الامتناع عن شهوتي البطن والفرج، وعن دخول أي شيء حسي إلى الجوف كالدواء ونحوه،[٣] فيجب على الصائم أن يمتنع عن ممارسة الأشياء التي تُسبب فساد صومه وبُطلانه، وهي أحد الأمور التالية:[٤]

  • الأكل والشرب عمداً في نهار رمضان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
  • حدوث الجماع عمداً بين الزوج وزوجته في نهار رمضان.
  • إنزال المني عمداً في نهار رمضان، وذلك إما بمداعبة الزوج أو تقبيله لزوجته، أو بالاستمناء، أو غير ذلك.
  • استعمال الحُقن المغذية للجسم عمداً في نهار رمضان.
  • خروج دم الحيض والنفاس من المرأة في نهار رمضان.
  • الردة عن الإسلام في نهار رمضان.


متى يبدأ الإمساك في رمضان؟

يبدأ الإمساك عن الأكل أو الشرب أو الجماع عند دخول وقت الفجر، أي عندما يرفع المؤذن الأذان الثاني، جاء في الحديث: (أنَّ بلَالًا كانَ يُؤَذِّنُ بلَيْلٍ، فَقالَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كُلُوا واشْرَبُوا حتَّى يُؤَذِّنَ ابنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فإنَّه لا يُؤَذِّنُ حتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ)،[٥] فللمسلم أن يستمر في أكله وشربه أثناء السحور حتى يتحقق دخول وقت الفجر، وقد اتفق العلماء على أن السحور ليس بواجب على الصائم، ولكنه مُستحبٌ بالإجماع، لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (تَسَحَّرُوا فإنَّ في السَّحُورِ بَرَكَةً)،[٦] ووقت السحور يمتد حتى طلوع الفجر الصادق، وللسحور فضل عظيم وأجر كبير عند الله -تعالى-، وقد حضَّ عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (السُّحورُ كلُّه بركةٌ فلا تَدَعُوه، ولَو أن يَجرَعَ أحدُكُم جَرعةً مِن ماءٍ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ وملائكتَه يُصلُّونَ على المتسحِّرينَ)،[٧][٨] وقد شُرع السحور للتقوي على الصيام، وأقلُّهُ شربة ماء، ويُستحب تأخيره إلى آخر الليل قبل الفجر، لما جاء في الحديث: (ثلاثٌ من أخلاقِ النُّبوةِ: تَعجيلُ الإفطارِ، وتأخيرُ السُّحورَ، ووضْعُ اليمينِ على الشِّمالِ في الصلاةِ).[٩][١٠]


حكم مواصلة الإمساك في رمضان

مواصلة الإمساك في رمضان من مكروهات الصيام عند جمهور العلماء، ومن المحرمات عند الشافعية، ويسمى هذا الأمر بصوم الوصال، وهو ألا يُفطر الصائم بعد غروب الشمس بأكل ولا شرب، وأن يتابع إمساكه وصومه إلى اليوم الثاني، وقد فعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، ونهى عنه الصحابة -رضي الله عنهم- عندما فعلوه، وبيَّنَ لهم أنه أمرٌ مُختَصٌ به فقط، جاء في الحديث: (أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَاصَلَ في رَمَضَانَ، فَوَاصَلَ النَّاسُ، فَنَهَاهُمْ قيلَ له: أَنْتَ تُوَاصِلُ؟ قالَ: إنِّي لَسْتُ مِثْلَكُمْ إنِّي أُطْعَمُ وَأُسْقَى).[١١][١٢]


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:187
  2. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الفقهية الكويتية، صفحة 19. بتصرّف.
  3. ^ أ ب وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1616. بتصرّف.
  4. محمد بن ابراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 630. بتصرّف.
  5. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين ، الصفحة أو الرقم:1918، حديث صحيح.
  6. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم:1923 ، حديث صحيح.
  7. رواه الألباني، في صحيح الترغيب، عن أبو سعيد الخدري، الصفحة أو الرقم:1070، حديث حسن لغيره.
  8. محمود عبد اللطيف عويضة، الجامع لأحكام الصيام، صفحة 84-86. بتصرّف.
  9. رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبو الدرداء، الصفحة أو الرقم:3038 ، حديث صحيح.
  10. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1684-1685. بتصرّف.
  11. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن عبدالله بن عمر، الصفحة أو الرقم:1102، حديث صحيح.
  12. وهبة الزحيلي، الفقه الإسلامي وأدلته، صفحة 1689. بتصرّف.