الإيمان باليوم الآخر

الإيمان باليوم الآخر هو أصل عظيم من أصول الدين، وركن من أركان الإيمان، فلا يتحقق إيمان العبد ولا يكتمل إلا به، فهو تصديق العبد وإقراره بإتيان هذا اليوم ووقوع جميع الأحداث التي تحدث قبله وخلاله وبعده، وهذا الركن العظيم له أهمية عظيمة، حيث ذُكر الحديث عنه وما سيكون فيه من أحداث في كثير من المواضع في القرآن الكريم وبمختلف الأساليب، وربط ذكره بالإيمان بالله، فقال تعالى: (ذَلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ مِنْكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ)،[١] وسمّي بالعديد من الأسماء، كيوم الدين، واليوم الحساب، ويوم القيامة، وغيرها،[٢] ويتحقق الإيمان به بعدة أمور، وبيانها كما يأتي: [٣]

  • الإيمان بالبعث: أي التصديق بأن الله تعالى سيحيي الموتى، ويبعثهم من قبورهم، ثم يحشرهم جميعاً ويقفون لانتظار بدء الحساب والجزاء.
  • الإيمان بالجزاء والحساب: أي التصديق بأن الله تعالى سوف يحاسب جميع العباد على أعمالهم وأفعالهم ويجازيهم عليها، فمنهم الكافر الفاجر، ومنهم المؤمن البار، فمن أساء ليس كمن أحسن في عمله.
  • الإيمان بالجنة والنار: أي التصديق بأن المؤمنين الذين أطاعوا الله تعالى، واتبعوا رسله سيدخلون الجنة، وهي درجات بحسب الأعمال، والكافرين الذين ظلموا أنفسهم وكفروا بالله وعَصَوا رسله، سيدخلون النّار، وهي دركات يتفوات أهلها في العذاب.
  • الإيمان بكل ما يتعلق باليوم الآخر: أي التصديق بجميع الأحداث والأهوال التي ستحدث قبل اليوم الآخر، من أشراط وعلامات الساعة، وما يحدث بعد الموت من عذاب القبر ونعميه.


آثار الإيمان باليوم الآخر

للإيمان باليوم الآخر في قلب العبد العديد من الآثار العظيمة في دنياه وآخرته، وبيان بعض منها كما يأتي:[٤][٥][٦]

  • زيادة إيمان العبد وجعله من المتقين، فإن الإيمان باليوم الآخر والإكثار من ذكره دليل على إيمان العبد في قلبه وعلامة على تقواه.
  • الاستعداد التام والتهيؤ الكامل لهذا اليوم العظيم، ومواقفه العظيمة، فمصيره متعلق بهذا اليوم، فالعبد سوف يقف بين يدي الله تبارك وتعالى، سوف يحاسب ويعاقب، وسوف يعبر الصراط، وغير ذلك من الأحداث العظيمة.
  • استشعار مراقبة الله عزّ وجلّ، فيما يصدر منه من أقوال وأفعال، ومراجعة تصرفاته وسلوكاته.
  • المداومة على الإكثار من الطاعات والأعمال الصالحة، فالإيمان باليوم الآخر يجعل العبد أكثر إقبالاً على الله تعالى خوفاً ورهبة منه، ورجاءً وطمعاً لنيل رحمته تعالى في ذلك اليوم العظيم، والفوز بالثواب والأجر.
  • الحذر من ارتكاب الذنوب والمعاصي، والتوبة إلى الله تعالى والرجوع إليه، وضبط النفس عن الشهوات، وعدم التعلق بالدنيا وملذاتها، فكل هذا ما هو إلا متاع الحياة الدنيا الزائل، قال تعالى: (فَما مَتاعُ الحَياةِ الدُّنيا فِي الآخِرَةِ إِلّا قَليلٌ).[٧]
  • إيثار الآخرة على الدنيا، فالمؤمن باليوم الآخر يعرف ما أعده الله تعالى للمؤمنين من النعيم، وما أعد للكافرين من العذاب، فسيعمل جاهداً حتى يفوز في الآخرة.
  • توجيه حياة المسلم واستقامتها، فيحرص المؤمن باليوم الآخر على الالتزام بأوامر الله تعالى واجتناب نواهيه، فتكون حياته مستقيمة متوازنة بما شرع الله تعالى.
  • الرضا بقضاء الله تعالى وقدره، والصبر على الابتلاءات والمصائب التي تحدث له في الحياة الدنيا، فالمؤمن باليوم الآخر يوقن أن الله سيعوضه خيراً في الآخرة.


المراجع

  1. سورة البقرة، آية:232
  2. عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف، التوحيد للناشئة والمبتدئين، صفحة 79-80. بتصرّف.
  3. محمد بن إبراهيم الحمد، الطريق إلى الإسلام، صفحة 68-70. بتصرّف.
  4. عبد الله بن عبد الحميد الاثري، الإيمان بالبوم الآخر وأثره في حياة المسلم، صفحة 9-10. بتصرّف.
  5. محمد بن إبراهيم الحمد، قصة البشرية، صفحة 82. بتصرّف.
  6. عبد الله بن سليمان الغفيلي، أشراط الساعة، صفحة 6-7. بتصرّف.
  7. سورة التوبة، آية:38